المساعدة في توصيل مياه نظيفة إلى القرى الفقيرة تعد من أفضل أنواع الصدقة الجارية. وتعتبر الصدقة من أبواب الخير وبها يبغى العبد التقرب إلى الله. فالصدقة تكفر الذنوب وتطهر الأموال وتشفي المرضى. حيث قال رسول الله ﷺ: «حصّنوا أموالكم بالزكاة، ودَاووا مرضاكم بالصدقة».ما هي الصدقة الجاريةالصدقة الجارية هي التي يظل أثرها مستمرًا طوال حياة صاحبها في الدنيا وحتى بعد وفاته، حيث ينتفع بها الآخرون لفترة طويلة ويستمر صاحبها في تلقي أجرها في الحياة وبعد الممات إلى أن يلقى الله يوم الحساب. ومن أنواع الصدقة الجارية سقيا الماء أو توصيل مياه للفقراء والمحتاجين.توصيل مياه نظيفة من أفضل أشكال الصدقة الجاريةهناك عدة أشكال للصدقة الجارية، فكل ما يخرج في شكل صدقة ويستمر أثره لفترة طويلة يعد صدقة جارية، وتعتبر سقيا الماء من أفضل الصدقات الجارية. و عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قُلت يا رسول الله إنَّ أُمّي ماتت أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ قال: «نعم». قَلتُ فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: «سَقْيُ الْمَاءِ».ويعد الماء شريان الحياة، ومع ذلك فهناك الكثير من القرى الفقيرة المحرومة من توصيل مياه نظيفة إليها. ففي بعض القرى تضطر النساء إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى ساعتين حتى يمكنهن الوصول إلى مياه نظيفة صالحة للشرب، ويؤثر ذلك بشكل سلبي على الأسرة كلها. حيث تتسرب كثير من الفتيات من التعليم باعتبارهن المسؤولات عن توفير المياه لأسرهن. ويتسبب ذلك في مزيد من الفقر، ويؤدي أيضًا إلى انتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عن استخدام المياه الملوثة.كذلك؛ تعتبر المياه الملوثة سببًا رئيسيًا في وفاة الأطفال تحت سن الخامسة. حيث ترفع مخاطر إصابتهم بالأمراض الناتجة عن التلوث. لذا؛ فإن توصيل مياه نظيفة للأسر الفقيرة والمستحقة للدعم يعد من أفضل أنواع الصدقة الجارية التي يمكن للمسلم القيام بها. حيث إن توصيل مياه للقرى المحرومة منها يساعد عدد كبير من الناس ويستمر أثرها الطيب لفترة طويلة من الزمن، لذا فهي صدقة جارية.توصيل مياه مع مؤسسة الزهراوانتحرص مؤسسة الزهراوان للتنمية المستدامة على تقديم المساعدات بكافة أشكالها للقرى الفقيرة والمستحقة للرعاية والدعم. حيث تعمل مؤسسة الزهراوان حاليًا على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع توصيل مياه صحية بمحافظة سوهاج، وذلك بامتداد ٥ كيلو و ٦٠٠ متر، ليستفيد منها ٧٥٠٠ من أهالي القرى الفقيرة.وبذلك؛ تساعد مؤسسة الزهراوان في تنمية الفئات المستحقة للدعم والأولى بالرعاية، كما تحرص على سد احتياجاتهم الحياتية وتمكينهم اقتصاديًا، ما يساهم في تحويلهم إلى أشخاص منتجين ونافعين لأنفسهم وللمجتمع.